هل يجوز التوسل بسورة الفاتحة وهل مايقوم به أئمة المساجد بعد الدعاء بقول " بسر اسرار الفاتحة ..او ببركة الفاتحة " هل هذا يعتبر من التوسل وهل هذا جائز ام لا .وإن لم يكن جائز فما حكمه بالتحديد " مكروه .. حرام.. بدعة" ام ماذا ...وما هو ضابط التوسل ...افيدونا جزاكم الله عنا افضل الجزاء والسلام عليكم
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
ما يقوله الداعي فى آخر دعائه فيما يخص سورة الفاتحة - الأَوْلى تركه، لعدم وروده، وإن كانت الفاتحة من كلام الله تعالى وكلام الله صفة من صفاته، والتوسل لله بصفة من صفاته جائز مشروع، لكن استعماله على هذه الصيغة (بسر أسرار الفاتحة) غير وارد. والتوسل الجائز هو التوسل إلى الله تعالى بالعمل الصالح ليستجيب دعاء الداعي، وهو جائز بالاتفاق ، وله وجوه ، منها تقديم الصدقة بين يدي الدعاء، ومنها الدعاء في السجود ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ) . ومنها التوسل إلى الله عز وجلّ بعمل سابق أخلص العبد فيه لربه ، كما في حديث الثلاثة الذين أطبقت عليهم الصخرة في الغار.
ومن التوسل الجائز في الدعاء التوسل بدعاء عبد مؤمن حاضر ، أو بظهر الغيب ، لقول الله تعالى: ( وَصَلِ عَلَيهِم إِنَّ صَلَوتك سَكَنٌ لَهُم)، أي ادع لهم عند أخذ الزكاة ،
ومن التوسل الجائز أيضا بالاتفاق التوسل إلى الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ، لقول الله تعالى: ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ماكانوا يعملون) ، وفي الحديث عن أنس رضي الله عنه: (أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا وَرَجُلٌ يُصَلِّي ثُمَّ دَعَا: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : لَقَدْ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الْعَظِيمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى).
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
شوهدت 1262 مرة