(نداءٌ عاجلٌ إلى قياداتِ فجر ليبيا)

بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ

 

قياداتُ (فجر ليبيا) - كما ضحَّت مع أفرادها والثوارِ المنضمينَ إليها، وأبلتِ البلاءَ الحسنَ المشرّف في ميادين القتالِ، حتّى حقّقت الانتصار للحق- أمامَها معركةٌ لا تقلُّ أهميةً ولا خطورةً ولا شراسةً عمَّا خاضته في ساحاتِ القتال، تلك المعركة هي الحفاظُ على هذا الانتصارِ، فلا ينبغي أن تسمحَ لأحد أن يسيئَ إليهِ أو يشوّهَه، مِن أبنائِها الخارجينَ على القانون، أو مِن أعدائِها، فالمتربّصونَ بالفتنةِ من الإعلاميين، وَالمرجفون في المدينة من المنافقين والكاذبينَ، ومَن طُبِعوا على تذَبْذبِ المواقفِ وتلوُّنِها وانتهازِ الفرصِ، بدؤوا يُعمِلون أقلامهم المنحرفة؛ لتفريقِ الصفّ وإطلاقِ الإشاعاتِ، مستغلينَ بعضَ التجاوزاتِ وَالخروقات الأمنية، علَّهم يظفَرون في الثوارِ بالدسيسةِ بينهم عمّا عجزُوا عنه في ميدانِ القتالِ.

ولِسَدّ الطريقِ على هؤلاءِ المتربصينَ، وحتّى لا يُسَاء إلى الانتصاراتِ الباهرةِ، التي تحققت في الميدان؛ أدعُو قياداتِ فجر ليبيا بصفةٍ عاجلةٍ إلى الآتي:

 

1- أن يُصدروا بياناتٍ  يُكرِّرونَها في الإعلامِ بصفةٍ مستمرّةٍ، تُحذرُ وتتوعَّدُ مع التنفيذ بالضربِ بيدٍ مِن حديدٍ، ودونَ هوادَةٍ، على أيدي كلّ مَن يثبُتُ عليهمُ التعدّي على المُمتلكاتِ الخاصّة أو المقرّاتِ العامّة، أو إرهابُ الناسِ وأخذ أموالِهم بالقوةِ، مِن سرايا الثوارِ التابعةِ لهم، أو مِن غيرِهم، وأنّهم لن يتهاوَنوا معهم، وأنّهم سيطبّقونَ على قُطّاعِ الطرقِ واللصوصِ؛ القصاصَ العادلَ، والعقوباتِ الرّادعة.

وتهيبُ قياداتُ (فجرِ ليبيا) بالمواطنينَ، أن يتعاوَنُوا معها، ويبلّغوا عن كلِّ عدوانٍ يتعرضونَ له، مِن أيةِ جهةٍ كانت، فلن يتساهَلوا مَع مَن تسوّلُ له نفسُه الإساءَة إلى دماءِ من نحسبهم عند الله شهداء، وإلى انتصاراتِ ثورتِهم المظفّرة.

2- تشكيلُ جهازٍ مِن ذوِي العقلِ والكفاءةِ والأمانةِ، مِن قوّات (فجر ليبيا)؛ لمتابعةِ هذه الخروقاتِ مِن ضِعاف النفوسِ، الذينَ لا هَمَّ لهم إلّا ارتكابُ المعاصِي والسلبُ والنهبُ، فإنَّ التهاونَ معهُم يُسَرِّع في انتشارِ الفسادِ، وينسِفُ كلّ جهودِ الثوارِ وانتصاراتهم، ويعطِي مادّةً للعدوّ، يَستغلُّها لتشويهِ صورتِهم، وقلبِ الرأيِ العامّ ضدَّهم، والأخطرُ مِن ذلك كلِّه؛ أنّه يؤسّس للظلمِ، الذي ليسَ معه عند الله تعالى فلاح، وأَخْذُ الجبَّارِ لأهلِهِ أَلِيمٌ شديدٌ.

3- نداءٌ آخرُ؛ موجّهٌ للأجهزةِ الأمنيةِ، والجوازاتِ والجمارِكِ والحرس البلدي، والعاملينَ في قطاعِ الخدماتِ العامّة؛ في الكهرباءِ والصحةِ والنظافةِ، وكذلك في أجهزة الدولة عموما؛ أنْ يلتحِقُوا بأعمالِهم دونَ تأخيرٍ، حتّى لا يُسيئُوا إلى وطنهم، ويعرِّضُوا مُكتسباتِ ثورتِهم للخطرِ، ومَن يتأخّرُ مِن دونِ عذرٍ يُعرِّض نفسَه للمساءَلةِ وتطبيقِ القانونِ.

4- ألَّا يقعَ (فجرُ ليبيا) في أخطاءِ مَن سبقَه، بتوطُّن سراياهُم في المقرّاتِ العامَّة، والممتلكاتِ والمزارعِ والاستراحاتِ الخاصّةِ، والمرافقِ التعليمية؛ مثل جمعيةِ الدعوةِ الإسلاميةِ، فإنه إذا طالَ مقامُهم في هذهِ الأماكنِ تحولَت إلى ثكنَاتٍ عسكريةٍ، يصعبُ إخلاؤها منهم بالتِي هي أحسنُ.

 

لِذا ينبغي أن تكونَ الإقامةُ في المعسكراتِ المعدّةِ لذلك، وبِقدرِ الحاجةِ، هذا أمرٌ في غايةِ الأهميةِ، وأخذُهُ بالحزمِ مِن أولِه يُسَهّل حلَّه والتغلبَ عليهِ، أمّا التهاونُ فيهِ في البدايةِ فسيُعَقده، ويجعلُ تبِعاتِه مكلِفةً باهظة. 

اتخاذُ الخُطوات السابقة من (فجر ليبيا) يعطِي تطمِينًا للمواطِن بأنَّ (فجرَ ليبيا) أتَى لحمايتِهِ، والحفاظِ على أموالِه وحُرماتِه، وليسَ كما هو الحالُ مع مَن كانُوا في الماضِي يهدِّدونَ أمنَ المدينةِ، ويسلبُون أموالَ الناسِ، ويعيثُونَ في الأرضِ فسادًا (فاعتبروا يا أولي الأبصار)

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

2 ذو القعدة 1435 هـ

الموافق 28 أغسطس 2014 م

 

التبويبات الأساسية