هل تنفس الجضران ومن ساندوه الصعداء لجوع الليبيين ؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

   التقريرُ ( يمكن الاطلاع على التقرير بالنقر هنا)   الذي بعثَ به مصرفُ ليبيا المركزي إلى الحكومة والمؤتمر، حولَ عجزِ الميزانية، يُنذرُ بمستقبلٍ مرعبٍ لليبيا، وبتهديدٍ حقيقيّ للقُوتِ الضروريّ للمواطن، وبتوقع الفقر والحاجة الشديدة.

 والسبب ؟

على رأس الأسباب التي أشار إليها التقرير توقف تصديرِ النفطِ، والكل يعلم أنه متوقف الآن لِما يقربُ مِن العام.

 لا أدْري مَا مَوقفُ الجَضران، ومَن يقفونَ وراءَه مِن أصْحابِ المصَالحِ، ممّن يُسمّى المكتبَ السياسيّ لإقليمِ برقةَ، وكذلكَ بعض الجهاتِ التي أعطتهُ وتعطيهِ غطاء وحمايةً، سواء باسمِ عصبية الجاهلية؛ الشرق والغرب، أو عصبية قبليةٍ بغيضةٍ، تصنف الناس على عرقهم وقبائلهم،  لا على دينهم ووطنهم 

 أو مٓن سانده مِن السياسيّين المُخضرمين، الذينَ عقدُوا معَه اجتماعات في الخارجِ؛ في الأردن وفي غيرِها، وهمّهم عدمُ استقرارِ ليبيا، إلا إذا كانوا على رأسِها.

 أو مِمّن ذكرَ الساعدي ابنُ القذافي أسماءَهم ومَناطقهم، المتورّطين مع الجضران في التواصلِ والتعاوُنِ مع الساعدي وجماعته؛ للانقلابِ على الثورة.

 أو مِن قنواتِ الإعلامِ التي لادتْ بصمتِ مريب، في أعقدِ مشكلةٍ هدّدت قوتَ المواطنِ، على حينِ عناية كثير منها الفائقةِ  بمٓواطن الفتن تقلبها وتحريكها ليل نهار، وتسخير قدراتها المدربة  في جعلِ الكٓذبةِ والفريةِ أشبه بالحقيقةً تمشِي على الأرضِ؛ لكثرةِ  ما تعالجها وتثقفها وتصونها وتسلط الضوء عليها وتوجه الأنظارِ إليها دونَ سآمةٍ ولا مَلل.

 لا أدرِي؛ ما موقفُ هؤلاءِ جميعًا الآن، وقدْ أوصلُوا البلدَ إلى حافةِ الإفلاس، والمواطنَ إلى ان صار مهددا بفقدِ قُوتِهِ وتعريضِهِ للفاقة والجوع ؟!!

 هل تٌراهُم يتنفّسونَ الصُّعَداءَ ويشعرونَ بالسعادَةِ؛ لأنّ أهدافَهم تحقَّقَت ؟!!       

سيسألُهم التاريخُ جميعًا عن تعطيل البلاد، وتبييت الفساد، ولنْ ترْحمَهم الأجيالُ وسيَلحقُ العارُ كلَّ مَن تآمرَ ودبرَ وكادَ،

وقبلَ ذلك وبعده (إن ربك لبالمرصاد) سيسألُهم العليمُ الخبيرُ، الذي لا تَخفَى عليهِ خافيةٌ؛

 عن معاناة الضعفاء، وحرمان الفقراء،  وآلام المرضى، ومكابدة ذوي الحاجات الذين حرموا فرص العمل والمسكن والزواج والعلاج والتعليم اللائق لأبنائهم، يقول القرآن عن المتناصرين بالظلم (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون فأغويناكم إنا كنا غاوين فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون ).

 شيءٌ واحدٌ أُحَذرُ منه في هذا الوقتِ العصيبِ؛ 

أتمنّى ألَّا يسمحَ المصرف المركزي، وكذلكَ المسؤولونَ في الدولَةِ - تحتَ أيِّ ظرفٍ - بقرضٍ بفائدةٍ لدعمِ الميزانيةِ، سواءٌ مِن البنكِ الدوليّ، أو مِن مصرفِ ليبيا المركزيّ.

 لأننا إن أضفنَا الرّبا إلى ما نحنُ فيهِ مِن الاستهتارِ الشنيع بمحارم اللهِ، فلنْ تقومَ لليبيا قائمةٌ.

الفقرُ والحاجةُ أهونُ مِن الدخولِ في حربٍ مع اللهِ، لا هوادة فيها، تأكلُ نارُها الأخضرَ واليابسَ، قال الله تعالى عنها في أية الربا  (فإنْ لَّم تفعَلُوا فَأذَنُوا بحربٍ مِن اللهِ ورسُولِهِ).

 

 وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

الجمعة 6 رمضان 1435هـ

الموافق 4 يوليو 2014 م

 

التبويبات الأساسية