مراجعة المواقف بعد معركة غزة في ضوء الكتاب والسنة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين، سيدنا محمد النبي الكريم، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته إلى يوم الدين، وبعد

 

فلم يكن للمسلم حين كان العدو الصهيوني يقصف غزة إلا خيارين؛ إما أن ينضم إلى المجاهدين ويوالي المؤمنين وينتصر لهم بما أوتي، بماله وقلبه ولسانه وما يقدر عليه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (جَاهِدُوا المُشْرِكِينَ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ وَأَلْسِنَتِكُمْ)، وذلك لتبرأ ذمته، ولو لم يقدر من ذلك إلا أن يدعو لهم خالصا من قلبه، أو يحدث نفسه بالغزو، لئلا يموت على شعبة من النفاق، كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ـ فهذا المُتَعيَّن.

وإما أن يكون مع المتربصين، فلا يحزم أمره ولا يوالي المجاهدين ولا ينتصر لهم ولا يعنيه شأنهم، فيجد نفسه من الناحية الفعلية قد وقف مع العدو وانضم إلى معسكره الذي يسمي الجهاد والدفاع عن الحرمات والمقدسات إرهابا، وإن اختلف تبرير موقف الفريقين.

وهذا الخيار الثاني ـ خيار المتربصين ـ وقف على شفيره فئتان من الناس:

الأولى ـ فئة عامة حكام العرب والمسلمين وما أظهروه من عجز كامل عن نصرة المسلمين والمستضعفين، بل منهم من ناصر الصهاينة المعتدين.

النساء والشيوخ والأطفال في غزة عاشوا كابوسا مرعبا قرابة شهر كامل، في ذعر متواصل، يلاحقهم الموت أينما حلوا وحيثما كانوا، لم يكن بأرضهم كلها مكان آمن، حتى من يريد أن يخرج منها لا يقدر، الحدود مغلقة والبوابات مقفلة، والحكام بعضهم يحرس هذه الحدود لتبقى مغلقة، ليستسلم من بداخلها، وبعضهم الآخر متربص، إما يتحلى بالحكمة والصبر وضبط النفس والتعقل حتى لا يسجل عليه موقف لصالح المجاهدين، وإما يتمنى انتصارا سريعا للعدو ساحقا يستأصل شأفة المجاهدين حتى يستراح منهم ولا تقوم لهم قائمة، في حين أن العدو داخل هذه الحدود المغلقة يقصف من الجو والبر والبحر، أهلها يستغيثون بالحكام للنصرة وفك الحصار، والحكام لا يسمعون، ولا يزال الحال إلى يومنا هذا هو الحال، أهل غزة يئنون تحت وطء الحصار وقد أثخنتهم الجراح وحل بهم الدمار، لم يسمع لصراخهم أحد، وسمع الحكام همس عدوهم غداة وقف القتال: أن راقبوا حدودهم فلا يهربون السلاح، فهبوا على التو للنجدة دون تأخير.

وفي القرآن آيات كثيرة تصور موقف ما يشبه هؤلاء، تصف أحوال الذين يتولون العدو جهارا قولا وفعلا، وأحوال المتربصين الذين يُظهرون نصرة المسلمين بأقوالهم وينصرون العدو بأفعالهم وأعمالهم، وكأن التاريخ يعيد نفسه، فما أشبه الليلة بالبارحة، ولنقتصر على موضعين في القرآن من آيات عديدة تصور ما ذكرت.

1 ـ  بعد أن ذكر القرآن المنافقين في سورة النساء: (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا)، وصفهم بقوله: (الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ)، ومعنى نستحوذ عليكم: أي نتولى الأمر معكم في الغلبة على المسلمين بترك نصرتهم وعدم الخروج معهم، وبث الأراجيف، والتشكيك في صواب ما يفعلونه، والتجسس عليهم، ومدكم بأخبارهم.

ثم خُتمت الآية بخاتمتين؛ وعد ووعيد، ونذارة وتبشير، فتوعدت المتربصين بقول الله تعالى:(فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ).

وهذا هو النذير، أي لتعلموا أن هناك يوما للحكم تُكشف فيه السرائر، يوم لا حرس ولا خدم ولا جند ولا ولاء ولا نصير ولا ادعاء ولاتزوير.

وختمت أيضا بقول الله تعالى:(وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلا)، وهذا هو التبشير للذين أصابهم القرح والضر حتى لا تفت المصيبة في عضدهم ويضعفوا وقد تألب عليهم الأعداء من كل جانب، عدو مجاهر بكفره وغيظه، وعدو مُصانع يُظهر الأخوة ويكيد من وراء الظهر مكائد الشيطان، بالغا في ذلك أقصى المكر والخداع .

فقد يخيل للمؤمنين المستضعفين المصابين من عدوهم الظاهر والباطن على نحو ما سبق أنهم على خطأ، وأن الخيبة ستلحقهم، فالله عز وجل شد أزرهم وقوى عزيمتهم بأن العاقبة لهم، فلن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا.

2 ـ في سورة المائدة عود إلى ذكر موالاة اليهود والنصارى والتحذير منها فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ)، ثم ذكرت الآيات فئة من الناس ينطبق عليهم وصف ما تقدم،  فقال تعالى:(فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ)، فإن معنى يسارعون فيهم، أي في شأنهم ونصرتهم، وقد نزلت هذه الآية حين عزم النبي صلى الله عليه وسلم على قتال يهود قينقاع، وكانوا حلفاء لابن سلول المنافق ولعبادة بن الصامت الصحابي الجليل، فلما رأى عبادةُ منزع النبي صلى الله عليه وسلم وعزمه على قتالهم جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: يا رسول الله إني أبرأ إلى الله من حلف يهود وولائهم، ولا أوالي إلا الله ورسوله، وأما ابن سلول المنافق، فقال: أما أنا فلا أبرأ من حلفهم، فإني لابد لي منهم، إني رجل أخاف الدوائر.

ومن المسارعة في شأن الكافرين والتخلي عن نصرة المؤمنين، التظاهر بالحكمة وأخذ الحذر في اتخاذ القرار ووصف المقاتلين بالتهور، حتى لو كان هذا الموقف مصحوبا بالتصريح بالتنديد بالعدو والإنكار عليه إنكارا بالكلام دون الفعال، أو ربما كان الفعل على خلاف ذلك، فهذا في حقيقة أمره لا يختلف عن موقف الذين أخبر الله تعالى عنهم بقوله:(إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ ۖ وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِن قَبْلُ وَيَتَوَلَّوا وَّهُمْ فَرِحُونَ)، فقد كان المنافقون لا يحبون الخروج مع المؤمنين للجهاد، لأنهم يخشون ظهور أمر المسلمين وتمكينهم، فهم يتخلفون ولكنهم لا يصارحونهم بالمعارضة، وإنما يتخلفون عنهم ويعتذرون بالمعاذير، ويودون في قلوبهم خيبة المؤمنين، ويستاؤون إن انتصر المسلمون وأصابوا خيرا، وإذا أصاب المسلمين ضر فرحوا لضرهم وقالوا قد (أخذنا أمرنا) ونَفَعَنا حزمنا، ألم نقل لكم ألا تفعلوا؟ ألم نحذركم سوء تصرفكم وأنكم لن تقدروا؟ انظروا ماذا حل بكم من الدمار! لقد نصحناكم ولم تسمعوا.

الفئة الثانية ـ فئة من عامة الناس، لم تحرك قلوبها أيضا ما تعرض له أهل غزة من محرقة بشعة لأزيد من ثلاثة أسابيع، ومن إبادة جماعية تأتي على كل شيء، لم تحركها انتهاك حرمات المسلمين، وديارهم يجوس خلالها اليهود، ولا لوعة أُمٍّ ثكلى، ملهوفة، تذهب وتجيء حيرى، وهي ترى فلذة كبدها يتطاير لحمه بين يديها ويتفحم، ولا براءة في عين طفل تناشد نخوة إيمان أو لمسة رحمة وحنان، وقد كان يوما ما، فيما دون هذا، تجهز الجيوش وتعلن الحروب وتدق الطبول، ربط يهودي ثوب امرأة مسلمة، فلما قامت انكشفت سوأتها، فعُدَّ ذلك نقضا للعهد، وخرج النبي صلى الله عليه وسلم بالمسلمين إلى يهود قينقاع فحاصرهم وأجلاهم، ودفع رجل من أهل الذمة امرأة وأراد الاعتداء عليها، فعَدَّ ذلك عمر رضي الله عنه نقضا للعهد، وصاحت امرأة وامعتصماه، فجهز المعتصم الجيوش وقال لعدو الله: الخبر ما ترى لا ما تسمع.

ويقرر الفقهاء أن الترك في هذا كالفعل، فمن يمتنع عن فعل شيء يقدر عليه، لا تقل مسؤوليته عمن يباشره، هذه قاعدة عظيمة في الفقه الإسلامي من قواعد الديانة والمروءة، الترك كالفعل، فمن رأى مالا يضيع ويمكنه إنقاذه، أو إنسانا عطشان ويمكنه سقيه ولم يفعل شيئا، فهو آثم عاص، ويلزمه ضمان ما تلف، ودية من مات، ففي الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمْ اللهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلا يُزَكِّيهِم وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ؛ رَجُلٌ عَلَى فَضْلِ مَاءٍ بِطَرِيقٍ يَمْنَعُ مِنْهُ ابْنَ السَّبِيلِ)، إحالة نقل الحديث، والسبب في هذا الوعيد الشديد أنه يُعرضه بمنعه وتركه للهلاك، قال القاضي عياض: وهو في تعريضه يشبه قاتله.

هذه الفئة لا يعنيها كثيرا ما ينتهك من دماء المسلمين في غزة، ولا ترى أن ما يجري فيها جهاد تجب نصرته، ولا حتى الاحتجاج على العدو بالتظاهر ضده، ولا النيل منه بالوسائل الحديثة كالمقاطعة الاقتصادية ونحوها، وذلك استنادا إلى بعض الفتاوى الهزيلة التي تصب في مصلحة العدو وتخدمه في تحقيق أهدافه، وتزيد الأمة وهنا على وهنها، وذلك بتبريرات سقيمة، مثل إن الجهاد يحتاج إلى إذن من ولي الأمر، أو إن سلاح المقاطعة والتظاهر في الشوارع لتأييد المجاهدين بدعة ليس في الكتاب والسنة ما يدل عليها، وهذا عجب في الاستدلال .

 يقال لهم: تنتظرون إذن ولي الأمر! كيف تفعلون إذا كان ولي الأمر ينتظر هو أيضا الإذن من ولي أمره في عاصمة اليهود، أو عواصم الغرب؟ فهل لا يكون الجهاد مشروعا في هذه الحالة إلا إذا أذن به البيت الأبيض وحكام اليهود؟ أم أن فريضة الجهاد لم يعد لها في دين المسلمين وجود، وصارت في ذمة التاريخ، ولاَتُقْرَأ في كتاب الله إلا على أنها من تاريخهم الغابر!.

أما الدليل من الكتاب والسنة على أن النصرة للمسلم واجبة بجميع أنواعها دون قيد أو شرط، فإننا نجد في القرآن الذي يقرأه المسلمون قول الله تعالى:(وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ)، ونجد فيه: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ)، ونجد فيه:(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ)، ونجد فيه:(وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلا إِلا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ)، ونجد فيه:(إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ)، ونجد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ المُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا، وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (مَثَلُ المُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ وَلا يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ الله فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَن مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ الله عَنْهُ كُرْبَةً مِن كُرُبَاتِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ الله يَوْمَ القِيَامَةِ)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (ذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ، يَسْعَى بِهَا أَدْنَاهُمْ)، فهل حددت هذه النصوص في الكتاب والسنة نوع النصرة والموالاة الجائزة وقيدتها، وما عداه جعلته ممنوعا، أم أطلقت وعممت؟ فمن يريد أن يخصص هذه العمومات فعليه الدليل، وهلا يكفي في إذن ولي الأمر بالجهاد إعلانه على اليهود من حكومة غزة في فلسطين؟!!

كل من وقف على نحو ما سبق من الفئتين، مما يُشبه ما ذكره القرآن عن المنافقين، فوقف موقف التربص، أو تكلم بكلام مرجف، فقد وقع في التولي للعدو الذي حذر الله تعالى المؤمنين منه بقوله:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ)، وقوله تعالى: (وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).

فالولاية معناها النصرة والمودة والتأييد، وتولي العدو الذي حذرت منه الآية الأخيرة في قوله تعالى: (فإنه منهم) على معنيين:

1 ـ ولاية كاملة، تعني الرضا بالكفر وتمني غلبة العدو وعلو كلمته، كراهية لحكم الإسلام أن يسود في الأرض ويتحاكم إليه العباد، ليحل محله نظم عدوهم وقوانيه، لكونها في تصورهم أصلح للعصر وأنفع للناس ـ فهذه موالاة كاملة تعني الردة والكفر لمن اعتقدها، فيكون معنى (فإنه منهم) على ظاهره، أي هو مثلهم في الكفر والخلود في النار.

2 ـ ولاية ناقصة؛ ولاية طمع لتثبيت حكم أو خوف من عدو لأجل الدنيا ومتاعها، دون الرضا بالكفر وكراهية الإسلام، فهذا من كبريات المعاصي والذنوب المستوجبة لغضب الله، ويكون معنى (فإنه منهم) أي كواحد منهم في استحقاق العذاب دون الكفر، فهو مثلهم في المقت والمذمة الواقعة عليهم، والله تعالى أعلم وأحكم.

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

7 ربيع الأول 1430 هـ، الموافق 04 / 03 / 2009

 

التبويبات الأساسية